الاثنين، 18 نوفمبر 2013

تـــــــــــــــراك الحيـــــــــــــاة

"فى أسوأ الأحوال ... دايماً خلى بينك وبين اللى قدامك مسافة ثابتة"
هو قالى كدة .......
بصراحة ... مافهمتش ...
راح كررها لى تانى ... بردوه مافهمتش ...
زعقلى وقالى إنت لسة حتقعد تفكر!!! ... روح قوم إجرى وبعد كدة أقعد فكر براحتك... وإشربلك سيجارة كمان لو عايز عشان تحبس...ياتيــــــــــــــــــــــــــــــت أمك!!

إضايقت جداً منه ... وحسيت إنه بيستهزأ منى ...
طبعاً إنتوا تايهين معايا ومش فاهمين...

أنا حفهمكم ونرجع نكمل :
اللى قال الكلام دة : الكابتن اللى كان بيدربنى .
الحدث : بطولة الجمهورية فى ألعاب القوى تحت 20 سنة.
الوقت : قبل بداية سباق 4*400 متر رجال (وطبعاً أنا راجل من الرجالة اللى فى السبأ).
الحالة : هو بيجهزنى للسبأ... وأنا أخر مرة أتمرنت فيها كان قبل اليوم دة بشهر ونص.

فهمتوا ؟؟؟
يبقى نكمل : المهم هو فى اللحظة دى قالى الكلام دة ... وطبعاً أنا إضايقت جداً من أسلوبه ... بس ماكنش قدامى غير إنى أنزل السبأ وأحاول أثبتله إن أنا راجل .
ونزلت السبأ ... وأنا على الـ ستارت ... شوفت جملته قدام عينى ، اللى مش فاهمها ... شوفتها وحسيت إن ممكن يكون ليها معنى ....
وفجأة...
سمعت صوت المسدس وهو بيعلن بداية السبأ ... كانت بداية متعثرة "بجرى وعينى فى الأرض ... شايف إنى بعدى ناس وناس بتعدينى ... كام واحد؟؟ ... مش مهم ... أنا ترتيبى الكام؟؟ ... مش عارف".
لحد ما بصيت قدامى إتفاجئت ... إنى أنا الرابع ... وكنت خلاص تعبان مووووووووت... وكان باقى من السبق تقريباً 150 م .
 فى اللحظة دى شوفت الجملة ... بس المرة دى لاقتلها معنى!!!...
 وبالرغم من إن أنا كان جوايا 1000 سؤال وسؤال وهى بتتقالى (إذاى؟ ـــ وليه؟ ــــ وإيه المكسب فى كدة؟ ــــ إلخ إلخ إلخ)؟!؟!؟!؟!؟.
إلا إن أنا لاقتلها تفسير واحد...على الأقل ... يمكن علشان هو الوحيد اللى ظهر منها فى الموقف اللى أنا فيه دة :.... وتعالوا نراجع الجملة ونقارنها:
أسوأ الأحوال: إنى أنا بذلت كل مابوسعى فى الـ 250 م اللى أنا عديتهم .
قدامى تلت متسابقين : يبقى لازم أخلى المسافة اللى بينى وبينهم ثابتة على قد ما أقدر.
وكملت على كدة.
كملت ... وها ها ها ها .... يحصل السسبنس اللى قولتلكم عليه قبل كدة (يتصاب اللاعب التانى ويشنكل التالت...والأول سارح مع نفسه... وأنا أعدى الاتنين ... وألاقى نفسى أنا فى المركز التانى)
ولما هديت كدة وريحت .... قعدت أفكر براحتى... بس من غير مااشرب سيجارة ... وكمان من غير تيـــــــــــــــــــــــــت أمى اللى هو قالهالى دى ... لقيت نفسى بفكر فى حاجتين:

أنا كسبت بالمعافرة والرجولة ؟؟؟ ولا أنا كسبت بسبب الجملة الغريبة ؟؟؟
ــــ طبعاً لو إتكلمنا على الرجولة والمعافرة .... يبقى أكيد مش حنخلص ... لأنهم مطلوبين فى أى قصة وحكاية من اللى بيبقوا مليانين بالسسبنس .
ــــ إنما موضوع إن أنا كسبت بسبب الجملة دة .... هو دة اللى كان محتاج فعلاً سيجارة وتفكير عميق فى معناها ... مش فى الوقت اللى إتقالت فيه ...ماأنا كدة كدة طلعت التانى وشكراً والناس فرحت ... وأنا أثبت إن أنا راجل ... وخلاص....
إنما فعلاً كان محتاج تفكير ... بالذات لأن الكلمة دى من ساعة ماإتقالتلى لحد دلوقتى مافرقتش ودانى وعقلى خــــــــــــــــــــــــــــــــــالص....
ودايماً ألقاها قدامى ذى ماأنا بلاقى الناس اللى بحبهم ويحبونى..
وعشــــــــــــــــــــــــــان كدة حبيت أكتب عن الجملة دى لأنها من الكلام اللى ممكن أكون سمعته أو سمعناه كلنا طول حياتنا بس ماحسناش بقيمته إلا.... "لما إتقالنا فى وقت معين بالكم المناسب من الشخص المثالى فى الحدث اللى هو........"
بس الوقت المعين هنا : هو جميع الأوقات اللى دايما نلاقى نفسنا  فيها بنحس باليأس والترك والزهق والخنقة والتعب والأرف والخيانة والريبة والكره وغيرها كتيييييييير من الحاجات والحالات المنيلة اللى بقينا نشوفها كل يوم فى حياتنا .

أيه رأيكم لو تطبقوا إنتوا الجملة دى على الحاجات اللى بنشوفها دايماً فى حياتنا ... ونشوف ... هل ممكن تكون الجملة دى حل ولا دة كلام فــــــاكس وألش.؟؟؟؟

لأن إحنا لو حبينا نطبق ... أنا شخصياً ممكن ألاقى الجملة دى منطبقة معايا فى كتيـــــــــر من مواقف حياتى .... إجتماعياً ... عاطفياً ... عملياً.... وغيرها كتيــــــــــــــــــــــــــــر من الحاجات والحالات اللى بنقابل فيها مواقف منيلة ..... نشوفها كل يوم ذى ماقولتلكم قبل كدة.

إنما مهم جداً عندى إنى أقول عن أهم تطبيق ....
وهو تطبيق الجملة دى فى علاقتى مع الله .... الخالق ... الرحمن ... الرحيم

ربنا أمرنا بحاجات كدة ثابتة ... ذى أركان الإسلام .... وأنهانا بحاجات ذى الكبائر... صح ولا مش صح؟؟؟
إنما فى حاجات فى النص كدة كتييييييييييير سابنا فيها للمفسرين وغيرهم من الناس اللى دورها تفسرلنا الدين .......... مش تتكلم فى السياسة ...
وأنا بصراحة توهت فى وسط الناس دى ....
فوقعت فى الغلط أكتر من مرة ... وأبعد ... وأرجع تانى ...وأبعد ... وأرجع تانى...
وأسأل نفسى ... لحد إمتى حتفضل كدة .... مش ناوى تتعدل وترضى ربنا ولا أيـــــه".؟
قولت خلاص أنا من دلوقتى حبطل كل حاجة غلط ... وحعمل كل حاجة صح ... حبطل أبص على البنات وحصلى ومش حشتم ولا أغلط ولا حعمل أى حاجة غلط من اللى أنا بعملها....
وهـــــــــــــوب بدأت...وهــــــــــــــــــوب إستمريت......ها ها ها ها ها..
ماقدرتش .... ورجعت أنيل من الأول ....
طيب ليه كدة ...
 هو أنا مش مكتوبلى أكون إنسان نضيف ..
وسمعت إجابتين جوايا: الأولى: مش حينفع تبطل كل حاجة مرة واحدة .... لازم تاخدها بالتدريج....
والتانية: ومين قال إن إنت لما ماتغلطش خالص يبقى إنت إنسان نضيف ... إنت إنسان ولازم تغلط وتصلح ... لأن دوام الحال من المحال.
إتجننت... وقولت .... طيب أعمل أيه...
وفجــــــــأة .... لاقيت الجملة دى قدامى ....
قولت إذاى جملة ذى دى حتحل معايا الدنيا ...
قولت طيب ماتجرب ... ولما جربت ... لاقيت إن أنا عايش فى أسوأ الاحوال فى علاقتى مع ربى...ودة على الأقل من وجهة نظرى ... وحتى عشان كدة أنا بحاول أتقرب منه ....
بس فين المسافة الثابتة؟؟........وياترى هى بين أيه وأيه؟؟؟؟....
لاقيت إن المسافة الثابتة دى : هى المدرجات أو السلالم اللى أنا لازم أخدها بالتدريج ذى ماإتقالى.....مهما كان عددها 10ـــ20ــــ1000 غلطة ....مهما كانت ... المهم إن إنت تقدر تعرف عددها.وكمان تشوفها .
ولاقتها بين أيه وأيه : إنها بين الغلطات والإصلاحات اللى أنا بعدلها فى الغلط اللى فى نفسى ... لأن أنا إنسان ... ذى ماإتقالى ...
إنســـــــــــــــــــــان ...
 عارفين يعنى أيه إنسان ...
 يعنى... كما قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } 
 مخلوق عند خلقه كان عليه سين وجيم بين الملائكة اللى دايماً بتنفذ كلام ربنا ... وربنا اللى خلقها ... وخلقنا كلنا...
يعنى مخلوق معروف أنه حيغلط ... ويفسد ... وكمان يسفك الدماء ...
وملائكة بتقول : ونحن نسبح لك ونقدس لك ...
من الجملة اللى مش مفهومة والأية الكريمة عرفت إن المسافة فى أسوأ الاحوال لازم تكون ثابتة فى تــــــــــــــــراك الحياة اللى بدايته طفل بيخلق بأمر الله ونهايته موووووت بأمر الله... وفى النص حياة عايشنها مسيريين فيها فى حاجات ومخيريين فى حاجات تانية كتيييير بين الصح والغلط ... غلطات لازم تكون ليها نهاية لو عايزين ... ونهايتها دى لازم تكون قبل ما يأمر ربنا بموتنا.... ونهايتها وغايتها دى .... هى أن نسبح بحمد الله ونقدسه عن يقين.
يبقى الملخص : إننا لازم نخلى رضا ربنا دة هدف لينا فى الدنيا ... نحاول نوصله ... ونحاول فى أسوأ الأحوال إننا نخلى بينا وبينه مسافة ثابته.

وفى نهاية كلامى اللى يارب يكون مفيد... حابب أهديلكم سطرين جمال جداً ... غناهم الأسطورة محمد وردى .... شايف أنهم أقوى تعبير إتقال عن الجملة دى...
وأحلى إختصار للهرى اللى أنا عمال أهريه دة:
نختلف او نتفق تقنعيني و أقنعك
نختصم او نصطلح تسمعيني و اسمعك
المهم انو الحوار يستمر ما ينقطع
المهم انو الجدار ما يعلو اكتر ويرتفع

شكـــــــراً أيها الأسطورة